السبت، 9 أغسطس 2014

هل حبس مُبارك ورجالة كان امتصاص لغضب الشعب ليس إلا ؟!



بقلم "أحمد عبده " 

أمس عندما كانت هناك "ثورة 25 يناير " , التي خرج فيها المصريين عن ظلم وفساد نظام مُبارك واعوانه , وحتي تنحي مبارك في 11 فبراير
تحولت مطالب الشعب المصري من المطالبة برحيلهم , إلي ضرورة وسرعة مُحاكمتهم , مُطالبين بتوقيع أقصي عقوبة عليهم لما عانا منه الشعب في الآونة الأخيرة من عصرهم .
وسرعان ما ألقي القبض عليهم
بداية من مُبارك , وأولادة , ثم وزير الداخية "حبيب العادلي ", ثم "أحمد عز " أمين الحزب الوطني
 وباقي الوزراء الذين اشتركوا في الفساد , وتم ايداعهم في المحبس لحين مُحاكمتهم
وهنا انتظر جموع الشعب المصري ميعاد مُحاكمة مُبارك "التي سُميت إعلامياً بـ مُحاكمة القرن
وأذكر  أن أول جلسة كانت في الثامنة صباحاً , وأكاد أًجزم أن أكثر من 90% من الشعب المصري , كان مستيقظ أمام التلفاز وقتها , يُتابع مشهد الطائرة التي تنقل الرئيس المخلوع إلي مقر أكاديمية الشرطة لحاكمتة
بينما الكثير من الأهالي كان يسبقة أمام الأكاديمية , وعلي رأسهم
(أهالي شُهداء 25 يناير )
وهنا الكل ينتظر إلي مبارك ويتعجب من المشهد , فلم يتخيل أحد أن يصل الحال إليه إلي هذا الوضع ! ولكن "يُعز من يشاء ويذل من يشاء ."

وبدأ الحكم بالتأجيل , وزاد حماس الشعب في متابعة هذا المسلسل الشيق جداً , الذي تنتهي حلقتة كل يوم بحقيقة ستعرفها غداً وهذا يجعلك تنتظر
وما كان يسع أهالي الشهداء إلي المُتابعة للمشهد , فلم يكن بيديهم حيلة غير ذلك
وتتالي التأجيل , وقل أعداد الحضور في المحكمة , وتعب أهالي الشُهداء من الوقوف في حرارة الشمس أمام أكاديمية الشرطة

أما بالنسبة للإعلام , فكان يسخر من مبارك ورجاله "المحابيس ", وبرامج السخرية تسخر منه وحتي أصبح الممثلون يقلدونهم بكل سهولة وسخرية
ولا يجدون في ذلك خوفاً مثلما كانوا يجدون عندما كان رئيس للدولة .

وظهر هناك "أسفين يا ريس " وإعتبرهم الشعب المصري , خائنين , مثلهم مثل الإخوان اليوم
وحتي كان محامي مبارك يُهاجم ويعتبر خائن للوطن من الشعب

وتتالت التأجيلات ,وقل عدد الحضور , وفوض أهالي الشهداء أمرهم إلي الله
 ودخل حكم الإخوان , وإنتهي , وحتي أقترب الشعب المصري من نسيان "محاكمة القرن " التي لم يجدوا لها فائدة

ليفاجأ الشعب بظهورها إعلامياً مرة أخري , ولكن بصيغة أخري "بكل جبروت من محامي مبارك "فريد الديب " وهو يترافع ساخراً من ثورة 25 يناير بإعتبارها مؤامرة علي "مولاه مُبارك ! " ,مُطالباً بالإفراج عن موكلة , الملاك البريء كما يقول , وان كان بيده أن يصنع له جناحان ويضعهم خلف ظهرة كان فعل !

ثم بعدها نسمع خبر إخلاء سبيل أحمد عز "اللي سرق البلد , واحتكر الحديد " (زي ما قلتوا للشعب , هو الشعب اللي قال !! )
واليوم 9 أغسطس 2014  , يُفاجأ الشعب
بوزير الداخلية الأسبق "حبيب العادلي " يقف خارج قفص الإتهام , بل ويقف أمام القاضي , ويترافع عن نفسه , ويسخر من الثورة وشهدائها ويبرئ نفسه ويبرئ رجاله واصفاً إياهم بالأبرياء , وانهم لم يطلقوا عيار ناري واحد علي أحد ...

وكأن كل هذا كان أمتصاص لغضب الشعب ليس إلا !!!!

فكيف يُعقل هذا ! يا شعب مصر ,
لكي الله يا من فقدتي أبنك ويا من فقدت أخوك وصديقك تجاه هذا الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق